Wednesday, October 2, 2013

العرب والأفارقة أقلّ نسبة في الذكاء.


هذا هو خريطتهم المنعوجة الضالّة التي رسموها مقدّرين فيها الذكاء العالمي ومنسّبين له نسبة عمياء
هذا من بين الغلو والتطرف في حقّ الآخرين فليس عدلا  أن يصوّر أحدٌ الآخرين كيفما شاء ، فمهما كان المعيار الذي طبّق على هذه الخريطة العوجاء فلن يكن مصيبا لأن هناك أشياء لم يمكن للإنسان الإصابة فيها على رغم ما قد يزعم من قدرات يمتلكها أو مدارك  أو أدوات  ، لأنها أمور لا تخضع لأي جهاز اختباري أو دراسي أو نظري بل لا تتأتي معرفتها من مقارنة شيء بأخر بل يقاس كلّ –  منها - على حدته  –انفرادا لا جملة - .
قد يقوم إنسان ما بدراسة –في مجال ما - خالية من أية عنصرية فتقبل منه أعذاره فيما انزلق فيه وكبا، إذا صحّ وثبت بحثه عن الحقد النفسي والضغينة الأناوية أوالعنصرية الدولية والجنسية ، وهذا لا يجادل فيه اثنان.
أما هذه الخريطة العمياء فأنا مستفز بها –استفزازا بلغ بي حد الانفجار الغضبي-  فإنها في نظري المتواضع لا يعدو إلا أن يكون استهزاء شُفِع بالتعصب الدولي والجنسي والعنصرية اللونية والجغرافية الشنعاء، نحن لا ندرى المعايير التي أسّس عليها الأمر ولا نريد أن ندر، إذ الأمر لا يتعدى النقاط المشار إليها ، فالواقع الفطري لا يشهد بمثل أمر هذه الخريطة – على دوليتها في الذكاء أو جنسيتها- ولا يُثبت بصحتها من أي وجه ممكن.
لم أقل أو لا يفهم – من قولي -أن الطبقية لا يمكن تصورها أو وجودها في الانسان ومحيطاته لكن ليس إلى حد تصفيف وتسوية جنس أو دولة بقالب واحد أأأو ميزان في أمر يختلف من شخص إلى أخر في دولة واحدة، فضلا عن الدول العالمية برمّتها.   
فالذكاء لغة: -قال معجم الوسيط- : "قدرة على التحليل والتركيب والتمييز والاختيار ، وعلى التكيُّف إزاء المواقف المختلفة"، فإنّنا نركّز على الكلمات ذات أهمية في هذا التعريف لنستنبط منها ماهية الذكاء وهل له أنواع أو أنه لا يحمل التصنيف.
بمجرد إعادة النظر البسيط إلى التعريف يتقارب إلينا أن الكلمات المفتاحية في الذكاء هي  التحليل، التركيب، والتمييز، والتكيّف ، والمواقف المختلفة ،  يمكننا القول انطلاقا من هذه الكلمات  أن الذكاء لها أنواع وأشكال تظهر جليا أمام العقل الثاقب -بتأملّ دقيق- ، وهي 1 ذكاء تحليلي ، 2 وذكاء تركيبي 3 و ذكاء تكيفي مع المواقف
-        فأما الذكاء التحليلي يتميز بتحليل المشاكل والأمور، ومعالجتها إما بدراستها على الوجه التنظيري التفكيري أو التخطيطي كحالة المفكرين مثلا ،
-        والذكاء التركيبي فتكمن أهمية هذا الذكاء في الإقناع والإبداع والمهارة المهنية أو الحرفية أو الإنسانية أوالهندسية أو شيء من هذا القبيل، فنضرب مثلا بالكتّاب البارعين والعلماء والتجّار الاقتصاديين والأطبّاء وما شاكلهم ،
-        وأما الذكاء التكيّفي فهنا الأمر يختلف بشيء عن المستويين السابقين، فالذكاء التكيّفي عبارة عن تحمّل وأداء مسؤولية الإصلاح والتهدئة واستقرار النظام والتوفيق بين المجالات الإنسانية والأمنية في المجتمع، يمكن أن نصنّف السياسيّين في هذا المستوى و بعض المفكرين والكتّاب والدينيين.
فأي حكم أقيم في دولية الذكاء أو جنسيته يسقط أمام هذا التنوع الذكائي لأنه لا يعقل أن دولة من الدول أو جنس من الأجناس تتوفّر على هذه الميزات الفطرية والمكتسبة –أي الذكاء بأنواعها كما رأينا-  أكثر من دولة أخرى كما يزعم راسمي خريطة  الذكاء الصمّاء. قد يقع تكثّف الذكاء بأنواعه في دولة أكثر من أخرى ولكن ليس أنه ستتفوّق على الدول برمتها،  فهذا لن يقع حتى تأتي الساعة .
ولعل أحدنا يقول في نفسه أن الغرب أذكى منّا وأنّ هذا هو نتيجة تطوراتهم المادية والمعنوية المشهودة فيجاب عنه أننا لا نفي عنهم الذكاء ، لكن هذه التطورات تشكّلت من أجزاء عدّة منها ذكائهم ومهارتهم أما الجزء الأثبت فهو خيراتنا المغصوبة –بظلم وعنف واستعباد- عهد العصور الاستعمارية بمساعدة الخونة من بني جلداتنا. وكلما نبني –نحن اليوم - شيئا ملموسا من التطوّر والتقدّم بعد نهاية الاستعمار-المزعومة نهايته-  يضعون العقبات في الطريق سدّا لنا عن أي النموّ والتقدّم.
فهذه الخريطة ليست إلا مجرّد وهم تعمّد صاحبه في إيقاع نفسه فيه ، فتناقلها منه الحاملون الحقد والتعصّب على جنس أخر وصدّقوه أو صوّروه للناس على شكل دراسة محقّقة، فإن قالوا إنها دراسة أجريت حقّا، أقول إنها محض خزعبلات عامل الله صاحبها بما يستحقّ .
فالعرب خرج منهم أذكياء لم يستطع التاريخ الإنساني أن يأتنا بمثلهم ولا زال الأذكياء يتولّدون منهم،  لكن لا يعرف هذا لهم إلا المخلصون، فما رأيك بقوم نزل القرآن العظيم فيهم وكلّ خطاباته موجّهة إلى العقلاء .
والعجم وبخصوص الأفارقة لم يجهل التاريخ بطشهم العظيم الذي مارسوه في العهود الأولى والعدالة في نفس الوقت، ولا زال التاريخ الجاري يسجّل لهم مزايا عالية يفقد لها نظير بين العالم.
وكل هذا يدّل على عدم صحة الخريطة السالف تعليقها.   
هذا ما أستطيع كتابته -عاجلا- إزاء عثوري على هاتي الخريطة العمياء العنصرية العوجاء.
فلا تنسوا أن تشاركونا برأيكم في الموضوع........ والإشتراك معنا . 

No comments:

Post a Comment

لا تنس أيها القارئ العزيز أن تشاركنا رأيك في الموضوع وأن تتابعنا ليصلك جديد المدوّنه وشكرا